الصراع الصيني الأميركي  وانعكاسه  على استقرار باكستان سياسيا

الصراع الصيني الأميركي  وانعكاسه  على استقرار باكستان سياسيا

  • الصراع الصيني الأميركي  وانعكاسه  على استقرار باكستان سياسيا

افاق قبل 2 سنة

الصراع الصيني الأميركي  وانعكاسه  على استقرار باكستان سياسيا

المحامي علي ابوحبله

تشكل باكستان نقطة صراع بين الصين التي تكافح لتمرير مشروعها الاقتصادي العملاق في العالم وبين الولايات المتحدة الأميركية الجاثمة على ثروات الشعوب في مشارق الأرض ومغاربها.

بدأت الصين النفوذ في باكستان منذ العام الفين وثلاثة عشر وأصبحت الأخيرة تلعب دورا رئيسيا في المشاريع الاقتصادية الصينية العالمية ، الى جانب ذلك لباكستان الدور الأساسي في الإحتلالين السوفيتي والأميركي لأفغانستان وهي الدولة الإستراتيجية التي تحد إيران والهند والصين ولذلك تعتبر باكستان دولة إستراتيجية لأي دولة مهيمنة، تسعى لتعزيز نفوذها في دول غرب اسيا.

 والسؤال ؟؟؟هل تؤدي إقالة عمران خان إلى تغيير في السياسة الخارجية الباكستانية، هل تصبح إسلام آباد أقرب لواشنطن التي يتهمها خان بالتآمر ضده، وهل يعني ذلك تراجع العلاقات الباكستانية الصينية التي ازدهرت في عهد خان؟

أصبحت هذه الأسئلة مطروحة بشدة بعد أن تمت إزاحة رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان عن منصبه على إثر تصويتٍ بسحب الثقة أجراه البرلمان في الساعات الأولى من صباح الأحد 10 أبريل/نيسان، بعد ثلاث سنوات وسبعة أشهر قضاها خان في السلطة.

وانتخب البرلمان زعيم المعارضة شهباز شريف الحكومة الجديدة، بعد انعقاد البرلمان يوم الإثنين 11 أبريل/نيسان لاختيار رئيس الوزراء. ويزيد عدد سكان باكستان على 220 مليون نسمة، وتقع جغرافياً بين أفغانستان من الغرب والصين من الشمال الشرقي والهند من الشرق، وهو ما يجعل باكستان دولة ذات أهمية استراتيجية رئيسية في آسيا والعالم، ويجعل هناك العديد من الدول المعنية بأي تغيير في السياسة الخارجية الباكستانية، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.

منذ أن وصل عمران خان إلى السلطة في عام 2018، أصبح الخطاب السياسي الباكستاني أميل إلى معاداة أمريكا، فقد أفصح خان عن رغبته في علاقات أوثق مع الصين، وكان في زيارة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 24 فبراير/شباط، اليوم الذي بدأ فيه الغزو الروسي لأوكرانيا ، ولطالما حظي الجيش الباكستاني بنفوذ قوي في البلاد، وحاز السيطرة على السياسة الخارجية والدفاعية، إلا أن خطاب خان العام وما اتسم به من حدة كانت له تداعيات على السياسة الخارجية الباكستانية وعلى علاقة البلاد بقوى رئيسية ودول عديدة في العالم.

المراقبون للشأن الإقليمي يقولون ان الصين وإيران لديهما الكثير من المصالح المشتركة عبر باكستان ولذا فإن الولايات المتحدة تسعى الى سحب باكستان من نطاق النفوذ الصيني وإبعادها عن تحقيق غاياتها السياسية في المنطقة، بالإضافة الى سعي واشنطن وحلفائها في نجاح خطة الضغوط القصوى التي تمارسها ضد إيران على خلفية برنامجها النووي السلمي.

في العام الفين وثلاثة عشر وقعا الصين وباكستان اتفاقية لإنشاء الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني الذي ينتهي به الطريق لميناء "جوادر" الباكستانية وتكمن أهمية هذه الميناء في أنها توصف بالدراسات الأميركية والأوروبية باعتبارها مشروع اقتصادي له أبعادا إستراتيجية كبيرة.

وبحسب المعطيات فإن ميناء "جوادر" تؤمن للصين إطلالة على المحيط الهندي وتكون هذه الميناء الإستراتيجية بديلا مناسبا لميناء "ملقة" الذي تستورد عبره الصين 70 الى 80 بالمئة من وارداتها النفطية وبالتالي يطلق سياسيا على جانب من الصراع الصيني الأميركي بهذا الشأن بمعضلة "ملقة".

وأطلقت تسمية "معضلة ملقة" بسبب مرور النفط والغاز الى الصين عبر دول حليفة للولايات المتحدة محاذية لمضيق "ملقة" والذي شهد قرصنة النفط الصيني مرارا وتكرارا.

محللون سياسيون يقولون انه بالرغم من الحظر الاقتصادي الذي تفرضه الولايات المتحدة على إيران فإن واشنطن استثنت ميناء "جابهار" الإيرانية المحاذية لباكستان من الحظر ليكون متنفسا للهند لكي لا تضطر الأخيرة الى توقيع اتفاقيات إقتصادية مع باكستان والذهاب الى اتفاقيات مع الصين.

وأشار المحللون السياسيون الى ان الهند بدورها لا تريد نفوذا كبيرا للصين في منطقة غرب اسيا وان ابتعاد باكستان عن الصين يعتبر نقطة لصالح الهند لكن مع تغيير الحكومة في باكستان لم تتغير السياسة الخارجية بين الصين باكستان بالرغم من ان الأخيرة بعثت رسائل تقارب مع الولايات المتحدة التي يرفضها الشارع الباكستاني رفضا قاطعا.

زعزعة إستقرار باكستان سياسيا يأتي بسبب مواقف إسلام آباد في عهد رئيس الوزراء السابق عمران خان الذي أقصته الولايات المتحدة بتدخلها في شؤون باكستان الداخلية.

وتكمن مواقف حكومة عمران خان في رفض الأخيرة التعاون مع واشنطن في ملف أفغانستان وبالتالي هزيمة الولايات المتحدة على يد حركة طالبان ورفض عمران في التعامل مع واشنطن في الصراع الروسي الأطلسي ورفض إسلام آباد التدخل في العدوان على اليمن والتطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، الى جانب تعزيز العلاقات الباكستانية الصينية وهو ما يعارض المصالح الأميركية في منطقة غرب آسيا.

 

التعليقات على خبر: الصراع الصيني الأميركي  وانعكاسه  على استقرار باكستان سياسيا

حمل التطبيق الأن